الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013
تاريخ التعليم عن بعد
التعليم عن بعد له أصوله التاريخية ، فعمل به المسلمون عن طريق المدارس القرآنية ،وحلقات الكتاتيب،في حين أن الطالب لا يرتبط مع الطلبة الآخرين إلا في مكان الدرس ، فقد يكون متخلفاً عنهم أو متقدماً عليهم ثم أنه يستطيع أن يختار المعلم والمواد التي يدرسها .
بدأ الإعلان عن هذا النوع من التعليم في العصر الحديث عام 1963م في بريطانيا بما يسمى جامعة الهواء ثم سميت بالجامعة المفتوحة فيما بعد معتبرين أن الإذاعة والتلفزيون هما العنصران الأساسان في عملية التعليم إضافة إلى المرسلات .
افتتحت الجامعة عام 1969 م وبدأت الدراسة بها 1971م، فاستقبلت خمسة وعشرين ألف طالب في مختلف التخصصات .
لقد مر التعليم عن بعد بمراحل متعددة منها ما يلي :ـ
* مرحلة مراكز التعليم الليلي .
* مرحلة التعليم من خلال المراسلة البريدية.
* مرحلة التعليم من خلال الراديو أو الوسائل المسموعة .
* مرحلة التعليم من خلال الراديو والتلفزيون التفاعلي وتقوم على مبدأ التفاعل بين المعلم والمتعلم بالصوت والصورة .
*مرحلة التكنولوجيا الرقمية من خلال الحاسب والشبكة العالمية للمعلومات
أهدافه
أهداف التعليم أو التدريب عن بعد :
- إعفاء الأشخاص من مشقات التنقل والتقيد بوقت أو مكان محدد من خلال توفير التكوين في أي مكان وزمان
- ضمان النفاذ إلى قواعد المعارف المحلية والدولية للحصول على المعلومة من خلال الشبكة العالمية
- سد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض المجالات ، كما يعمل علي تلاشي ضعف الإمكانيات .
- جعل التدريب أكثر مرونة وتحريره من القيود المعقدة حيث تتم الدراسة دون وجود عوائق زمانية ومكانية كالاضطرار للسفر لمراكز الجامعات و معاهد التدريب .
- تحقيق العدالة في فرص التدريب ، وجعل التدريب حقاً مشاعاً للجميع .
- خفض كلفة التدريب وجعله في متناول كل فرد من أفراد المجتمع بما يتناسب وقدراته ويتماشى مع استعداداته .
- الإسهام في رفع المستوي الثقافي والعلمي والاجتماعي لدي أفراد المجتمع .
- العمل علي التدريب والتعليم المستمر .
- العمل علي توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة مما يساعد علي تقليل الفروق الفردية بين المتدربين ، وذلك من خلال دعم المؤسسات التدريبية بوسائط وتقنيات تعليم متنوعة وتفاعلية.
فلسفة التعليم عن بعد
انطلق التعليم عن بعد من المسلمات التالية :
أن العصر الحالي ، سواء في القرن العشريين أو القرن الحادي والعشريين هو عصر تفجر المعرفة ، إذ أصبحت المعارف تتضاعف كل ثلاث سنوات تقريباً وبوجود هذا الزخم الهائل من المعرفة فإن أساليب التعلم التقليدية التي مازالت تؤكد على : دور المعلم على حساب دور المتعلم وحفظ المادة الدراسية ، وبناء النظام التربوية من هذه المنطلقات بما في ذلك عقد الامتحانات للتأكد من حفظ المتعلمين للحقائق واسترجاعها عند الحاجة ، واستخدام طرائق التعليم التقليدية كالمحاضرة والإلقاء وغيرها من الممارسات التي سادت لعقود طويلة ... لم تعد ذات جدوى الآن .فلقد آن الأوان للبحث عن أساليب وطرائق جديدة تمكن المتعلم من مسايرة الانفجار المعرفي ، ولعل الأسلوب الأكثر فائدة في تحقيق ذلك هو أسلوب التعلم الذاتي ، فهذا الأسلوب يحقق التعلم عن بعد ، حيث يمكن للمتعلم أن يبلغ أهداف التعلم المستمر ؛ فالتعليم عن بعد هو الأسلوب الأكثر ملائمة لمواجهة عصر تفجر المعرفة الذي نشهده اليوم ويحقق التعليم عن بعد مبدأ ديمقراطية التعليم والتي تنطلق من ضرورة توفير فرص التعليم لكل راغب فيه بعض النظر عن الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و الزمانية و..... التي يمر بها، فالتعليم حق لكل إنسان سواء كان كبيراً أو صغيراً ، غنياً أو فقيراً . فالتعليم اليوم أصبح باهظ التكاليف ، بحيث لا تستطيع الفئات المحرومة من نيل حظها منه ، وبما أن التعليم عن بعد هو أقل كلفة من التعليم التقليدي فإنه يكون بذلك أكثر ملائمة لشرائح عددية من المجتمع ، لاسيما لأولئك الذين تمنعهم ظروفهم الاقتصادية أو الجغرافية من الالتحاق بالتعليم كدارسين نظاميين
|
خصائص التعليم عن بعد
يتصف التعليم عن بعد بعدة خصائص من أهمها ما يأتى :
- تباعد بين المتعلم والمعلم فى عملية التدريس من حيث الزمان والمكان او كلاهما معا مما يؤدي الى تحرير الدارسين من قيود المكان والزمان مقارنة بنظم التعليم المعتادة حيث تتم المواجهه وجها لوجه بين المتعلم والمعلم .
- استخدام وسائط اتصال متعدده تعتمد على المواد المطبوعه والمسموعه والمرئيه وغير ها من وسائط تكنولوجية متقدمه مثل الحاسبات والبريد الالكترونى والانترنت وذلك للربط بين المتعلم والمعلم ونقل الماده التعليميه .
- وجود مؤسسه تعليميه معينه مسؤله عن عملية التعليم والتعلم عن بعد خاصة بالنسبة لتخطيط البرامج واعداد المواد التعليميه والادارة وعمليات التقويم والمتابعة .
- وجود اتصال ثنائي الاتجاه بين المؤسسه التعليميه والمتعلم لمساعدته على الاستفاده من البرامج او الدخول فى حوار مع المعلم وزملائه من الدارسيين الاخريين بما يمكن المتعلم من المشاركه الايجابيه فى برامج التعليم التى يحتجها.
- إمكانية عقد لقاءات دورية بين دارسيين وبين المشرفين ومنسقي المواد التعليميه لتحقيق أهداف تعليميه واجتماعية .
- خصوصية عملية التعليم والتعلم حيث تعتمد على ارتباط التعلم بحاجة المتعلم ودوافعه بما يتناسب مع قدراته وزكاءات كل دارس .
- حرية المتعلم فى اختيار الوقت المناسب للتسجيل واختيار البرامج التعليميه ودخول الامتحان والتخرج بما بناسب ظروفه الشخطية بدرجة تفوق قرينة فى التعل يم النظامى التقليدي حيث يتقيد الطالب بلواءح نظم موضوعه .
- الاعتماد على اعداد المواد التعليميه مسبقا وفق معايير معينة تتفق مع طبيعة التعليم عن بعد وانتاج هذه المواد التعليميه فى صورة برامج تلفزيونيه واذاعية وشرائط فيديو واقراص مدمجة وحقائق تعليمية وغيرها مما يكفل انتاجها على مستوى عال من الجودة والكفاءة .
الفرق بين التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد
التعلم الإلكتروني e-learning
"تقديم وإدارة المحتويات والأنشطة التعليمية من خلال الأنظمة والبرامج والأدوات الإلكترونية عبر الإنترنت أو الإنترانت أو الأجهزة الشخصية بما يساعد على تحقيق أهداف التعلم" ، فهو - أي التعلم الإلكتروني - مختص بالتعلم بواسطة تقنيات الاتصالات والمعلومات من حاسب وإنترنت ونحوها ..التعليم الإلكتروني بشكل عام هو استخدام الوسائط الإلكترونية والحاسوبية في عملية نقل وإيصال المعلومات للمتعلم وهناك مدى لهذا الاستخدام فقد يكون هذا الاستخدام في الصورة البسيطة كاستخدام وسائل إلكترونية مساعدة في عملية عرض المعلومات أو إلقاء الدروس في الفصول التقليدية وكذلك الاستثمار الأمثل للوسائط الإلكترونية والحاسوبية في بناء فصول من خلال تقنيات الإنترنت والتلفزيون التفاعلي ...بعد أن ذكرت التعريف بوجه عام ، أذكر الآن بعض تعريفات التعليم الإلكتروني عند المختصين : عرفه (لال والجندي 2005) بأنه توسيع مفهوم عملية التعليم والتعلم لتتجاوز حدود جدران الفصول التقليدية والانطلاق لبيئة غنية متعددة المصادر يكون لتقنيات التعليم التفاعلي عن بعد دور أساسي فيها بحيث تعاد صياغة دور كل من المعلم والمتعلم ..
كما عرف (المحيسن, وهاشم1423) التعليم الإلكتروني بأنه هو ذلك النوع الذي يعتمد على استخدام الوسائط في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المؤسسة التعليمية و يميل المحيسن إلي مصطلح التعليم الإلكتروني بدلا من التعليم الافتراضي لأن هذا النوع من التعليم مثله مثل التعليم التقليدي الواقعي إلا أنه يعتمد على الوسائط الإلكترونية .
التعليم الالكتروني باختصار هو : طريقة يكون فيها التعلم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته,ووسائطه,وآليات بحث ومكتبات إلكترونية وكذلك بوابات الانترنت سواء أكانت عن بعد أم في الفصل الدراسي .
التعلم عن بعد distance learning
لقد تعددت تعريفات التربويون لمصطلح (التعليم عن بعد) فهو كثيراً مايعرف بالتعليم المفتوح,وكثيرا ما يوصف بصيغة التعليم بالمراسلة وهناك تعبيرات أخرى متعددة منها الدراسة المنزلية,والدراسة المستقلة,والدراسة من الخارج وغيرها وهذه المسميات هي أمثلة للتعليم عن بعد(الدباسي,1423) وقد قام عدد من التربويون بتعريف مفهوم التعليم عن بعد فيشير(عليان وآخرون,1999) إلى أن التعليم عن بعد هو تعليم جماهيري يقوم على فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة.التعليم عن بعد باختصار هو : " تقديم التعليم أو الحصول عليه عندما يكون المتعلم والمعلم في مكانين مختلفين سواء بواسطة المراسلة أو الهاتف أو التلفزيون أو الإنترنت برامج الحاسب الآلي " ، فليس للتعلم عن بعد ارتباط دائم بالتقنية بل يكون بالتقنية وبغيرها .. وإن كان الشكل السائد للتعلم عن بعد اليوم هو التعلم الإلكتروني عن بعد ..إذن نرى أن المصطلحين متقاربين ولكن التعليم الإلكتروني أشمل من التعليم عن بعد لأن التعليم عن بعد قد يكون إلكتروني وقد لا يكون أي يتم من خلال الورق والمراسلة.
الحاجة الى التعليم عن بعد!!
بداية، يمكن، بل مطلوب بشدة، أن يساهم التعليم عن بعد فى حل مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدى، سواء فيما يتصل بالتعليم قبل المدرسى بوجه عام، أو استبعاد البنات والنساء والمناطق النائية والفئات الفقيرة من مراحل التعليم الأعلى.ومن الممكن، بل صار ملحا، أن تستغل أساليب التعليم عن بعد فى مكافحة تردى النوعية فى التعليم التقليدى من خلال التعليم متعدد القنوات. ومن المميزات المعروفة لبعض أشكال التعليم عن بعد هو انخفاض تكلفتها، الأمر الذى يساعد على استخدامها فى البلدان الأفقر.ويمكن أن تساعد أساليب التعليم عن بعد فى التغلب على ندرة المعلمين، خاصة فى المناطق النائية والأفقر فيها، وتوفر أداة فعالة للنهوض بمستوى المعلمين باستمرار، وتساهم فى توسيع نطاق الاستفادة من المعلمين الموهوبين، سواء فى تعليم النشء أو فى تدريب عامة المعلمين.غير أن لتبنى التعليم عن بعد، بكفاءة، ميزتين إضافيتين، على الصعيد الاجتماعى وفى المعترك الدولى.على الصعيد الاجتماعى، سيساعد تنامى "التعلم الذاتى عن بعد" بين أبناء القادرين على تفاقم الانتقائية المتزايدة للفئات الاجتماعية الأغنى فى التعليم الأرقى نوعية، بحيث يصبح التعليم أداة لتكريس الاستقطاب الاجتماعى، بدلا من وظيفته المرجوة فى التقليل من الفوارق الاجتماعية.وترتب هذه السمة أهمية خاصة لتوفير إمكان الاستفادة من ثمرات التقانات الحديثة لأبناء الفئات الاجتماعية الأضعف. وقد صار لزاما، خاصة مع انتشار الفقر، أن توفر نظم التعليم العربية العامة الأشكال الأحدث من تقانات التعلم الذاتى عن بعد لأبناء غير القادرين.وفى المعترك الدولى، تنطوى عملية العولمة على أنماط، مباشرة وأخرى مقنّعة، من التعليم عن بعد، من خارج نسق التعليم والتنشئة الوطنى، قوى ويزداد قوة باطراد، ومحمّل بلغات وبثقافات غريبة- بأوسع معنى- بما قد يحمل أخطارا على رسالة التعليم. ومن ثم بات ضروريا دخول معترك التعليم عن بعد باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لم يعد ممكنا تجاهل وجوده.وباعتبارها تبدأ من الصفر تقريبا، تنهض فرصة لأن تُصمم نظم التعليم عن بعد، منذ البداية، لتتلافى نقائص التعليم التقليدى، خاصة تلك التى ينعقد الأمل على التعليم عن بعد فى المساهمة فى مكافحتها وعلى رأسها الاستبعاد- بمختلف أنواعه التى ذكرنا أعلاه- وتردى النوعية، والفصام مع مقتضيات التنمية والتقدم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)