أول ظهور للتعلم عن بعد كان من خلال التعلم بالمراسلة، أي إن
الواسطة أو الوسيلة له كانت الخدمة البريدية التي ساعد في نقل المواد الدراسية
مطبوعة، أو المكتوبة، بين القائم بعملية التعلم (المعلم) والفرد المتعلم. وبعده بدء
البث الإذاعي ومن ثم استخدام الراديو في التعليم. وبتقدم الصناعات الكهربائية
والإلكترونية ازداد أهمية دور الصوتيات بشكل عام في هذا المجال من خلال أجهزة
التسجيل, ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي،
سمعا ورؤية، مع شيوع استعمال الأقمار الصناعية. وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات
الحواسيب، أصبحت تطبيقات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، ولكن مع تطور
التكنولوجية الحديثة بدأت دائرة التعلم عن بعد تتسع حاليا لتشمل مجموعة كبيرة من
تطبيقات الحواسيب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية وشبكة
المعلومات(الانترنيت). فتوفير التطبيقات الخاصة بالحواسيب في الوقت الحاضر من أهم
وسائل التعلم عن بعد، وأكثرها فعالية، وعلى وجه الخصوص في ميدان التعلم
الذاتي،فضلا" عن إنها تعد أيضا"من أهم سبل أو وسائل نقل النص الدراسي،
والصور، والحركات أو المهارات، والخبرات الحسية بواسطة أساليب متعددة، كأساليب
للاتصال تظهر من خلالها أحيانا ما يوفره أقدر المعلمين في قاعات التدريس
الاعتيادية. ويمكن الآن باستخدام الأقمار الصناعية الاتصال هاتفيا وتوصيل البث
الإذاعي، صوتا وصورة، لمواقع أو بيئات نائية دون شبكات بنية أساسية أرضية مكلفة.
1- بدأت الخطوات
الأولى للتعلم عن بعد في عام 1856في ألمانيا قام بها شارل توسان وهو فرنسي كان
يقوم بتدريس اللغة الفرنسية في برلين،وكان (وجوستاف لانجنشدات) أحد أعضاء جمعية
اللغات الحديثة في برلين إذ فكرا في تأسيس مدرسة للتعلم عن بعد أو كما يسميه البعض
التعلم من بعد هي مدرسة" اللغات بالمراسلة.
2- بعدها أخذت
الولايات المتحدة بتأسيس مناهج التعليم بالمراسلة في جامع(إلينوي الحكومية) عام
1874 م وبهذه الخطوة انتشر التعلم عن بعد في أنحاء العالم كافة وكان للدول العربية
دور كبير في ذلك إذ أسست (جامعة القدس المفتوحة) كنموذج يحتذي به في هذا المجال.
3- منحت أولي
تراخيص (الراديو التعليمي) في العشرينيات الأولي من القرن الحالي في الولايات
المتحدة الأمريكية.
4- بدأ البث
التلفزيوني التعليمي في عام 1950.
5 - في عام 1971
وفي بريطانيا بالتحديد أنشئت أولى وربما أهم الجامعات المفتوحة.
6- في منتصف الثمانينيات وفي الولايات المتحدة
الأمريكية بدأ استخدام شبكات الحواسيب في التعلم عن بعد عندما سمحت (مؤسسة العلم
القومية) للجامعات الأمريكية فرصة استخدام شبكة الإنترنت.
7-بعدها أي في
التسعينيات، بدأت خطوة انتشار استخدام الوسائط الحاسوبية في التعليم قبل الجامعي،
وفي أماكن العمل وفي البيوت.
إن التطورات العديدة والكثيرة التي شهدها القرن العشرون في
المجال التكنولوجي ووسائط أو وسائل الاتصال ساهم كثيرا" في تقدم الجوانب
التربوية والتعليمية، وبسبب الزيادة الكبيرة لعدد سكان العالم وصعوبة توفير فرص
التعلم للجميع إلى جانب فوات الأوان للعديد من أفراد هذا العالم عن فرص التعلم ،
كل ذلك ساهم في ظهور طرائق أو أساليب جديدة للتعلم تلبي تلك الاحتياجات المتزايدة
بخطوات سريعة،وانطلاقا وتعزيزا"من مبدأ (التعلم للجميع) ظهر نظام التعليم عن
بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق